عيد نوروز عند الكرد

أنتبه, فتح في نافذة جديدة. صيغة PDFطباعةأرسل لصديقك

إسماعيل عبدي

يعتبر عيد نوروز من أقدم الأعياد عند الكرد وأكثرها قيمة وشعبية , وهو يصادف يوم 21 آذار من كل عام حيث بداية فصل الربيع  , ومعناه اليوم الجديد وهو يصادف بداية السنة الكردية .

هناك العديد من المصادر التي ترجع الاحتفال بهذا العيد لدى الكرد الى اسطورة تتحدث عن أن حاكما ظالما  يدعى ( ضحاك )  كان يضطهد الكرد وفي وقت ما نبتت دملتان على كتفيه على شكل ثعبانين , حيث وصف له الاطباء مخ شابين كرديين يوميا كي يشفى من مرضه , ونتيجة استمرار قتل شابين كل يوم تذمر الطهاة واصبحوا يكتفون بقتل شاب واحد   والشاب الاخر يتركونه يهرب الى الجبال , وهكذا بمرور الوقت نشأة تجمعات معارضة لهذا المللك الظالم ( ضحاك ) في المناطق الجبلية  وفي وقت ما ثار رجل قوي البنية يعمل حدادا  اسمه ( كاوا )  فهاجم  الحاكم الظالم ( ضحاك) وقتله بضربه بمطرقة على رأسه وبدأ بإشعال النار إيذانا بمقتل الحاكم الظالم وبزوغ فجر الحرية والخلاص من الظلم والإضطهاد وتلاه الشبان بإشعال النيران على سفوح الجبال  .

ومنذ ذلك الوقت يحتفل الكرد بهذا اليوم حيث يوقدون النيران ليلة 20.اذار  وفي اليوم التالي يخرجون شيبا وشبابا الى الطبيعة ويلبسون الملابس الزاهية الجميلة , فيغنون ويرقصون ويتبادلون الأحاديث والزيارات كل ذلك بين  أحضان الطبيعة الجميلة  المتحررة من برد وثلوج الشتاء القاسي , ويعبر الكرد من خلال الاحتفال بهذا  العيد  عن توقهم الى التمتع بالحرية ويودون التعبير أن الظلم لابد ان ينتهي في وقت ما وان مصير اي حاكم ظالم سوف يكون كمصير ( ضحاك ) الذي قتله الحدادا الثائر( كاوا ) .

نظرا لأن هذا العيد يعبر عن توق الكرد الى الحرية والخلاص  من الإضطهاد ويعتبرونه عيدهم القومي والوطني الاهم فإنهم منعوا من الإحتفال به فترات طويله من الزمن وقد كان لسنوات عديدة الاحتفال به محصور على قلة من المتنورين الذين كانوا يعتقلون احيانا ويتعرضون للتعذيب إلا ان إلإصرار الشعبي  على الاحتفال بهذا العيد أجبرت السلطات ولو على  مضض على السماح رسميا او شبه رسمي بالإحتفال بهذا العيد .

إلا انه مما يؤسف له ان الأجهزة الامنية القمعية والتي تتمتع بحصانة قضائية من اية مسائلة قانونية  مازالت تلجأ الى التضييق على المحتفلين وتعتقل العديد منهم كما انها تمنع  عمل المنصات للغناء وإلقاء الشعر والكلمات  وكذلك استعمال مكبرات الصوت  وسجل توجيه الاجهزة الامنية  الشتائم البذيئة للمواطنين ومن ضمنهم العديد من  النساء وكذلك تم تخريب المنصات في العديد من المدن واعتقل العديد من المواطنين بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم  12 عاما  .

وقبل عدة سنوات أصبحت أعداد غير قليلة من  المواطنين السوريين يشاركون اخوتهم الكرد الإحتفال بهذا العيد وهذا كان يدخل البهجة والفرح في نفوسهم ولكن بعد عام 2003 توجهت السلطات الى ممارسة المزيد من القمع والإضطهاد  والتضييق على المحتفلين وقتلت الاجهزة الامنية بتاريخ 20.03.2008 ثلاثة شبان بسبب قيامهم بإشعال الشموع ليلة عيد رأس السنة , ولكن أملنا في المستقبل كبير خاصة ان العديد من المنظمات الحقوقية كلجان الدفاع  عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ، والمنظمات السورية الأخرى كإعلان دمشق  والعديد من النشطاء  يشاركون المواطنين الكرد عيدهم وفرحتهم  سواء أكان ذلك مباشرة او عبر برقيات تهنئة .

وكي يتحول هذا العيد الى عيد وطني وهذا ما نتمناه  علينا تشجيع بقية المواطنين مشاركة اخوتهم الكرد الاحتفال بهذا العيد الهام  وجعله عيدا للحرية والمحبة والسلام والمساواة لكل السوريين وعلى السلطات الرسمية الاعتراف رسميا بعيد نوروز كعيد وطني سوري والكف عن سياسة التحرش والتضييق على المواطنين في هذا العيد وكذلك على المواطنين الكرد عدم إشعال إطارات السيارات في المدن والمناطق السكنية لما لذلك من اثار سلبية على البيئة وعلى صحة المواطنين والإكتفاء بإشعال الشموع والمشاعل .

وكل عام وشعبنا السوري كردا وعربا بخير