بيان من حمص يرفض العنف والفتنة الطائفية ويدعو لاحترام حق الاختلاف

أنتبه, فتح في نافذة جديدة. صيغة PDFطباعةأرسل لصديقك

بيان من حمص يرفض العنف والفتنة الطائفية ويدعو لاحترام حق الاختلاف

أصدرت لجنة التضامن الأهلي في مدينة حمص، التي تضم مجموعة من المثقفين، بيانا أدانوا فيه أعمال العنف، ورفضوا شائعات وممارسات تدعو للفتنة الطائفية أو التعصب المذهبي أو العشائري، مؤكدين احترام الرأي وحق الاختلاف، والعمل على تقريب وجهات النظر، فيما قال ناطق باسم اللجنة لسيريانيوز إن "دورها العمل على التلاقي بين أطياف المجتمع لاحتواء أي اصطفاف طائفي أو لتكذيب والرد على أي شائعة والقضاء على أي توتر، وذلك أفضل من انتظار حدوث أي حدث لنحله".

وقال البيان، الذي وصلت سيريانيوز نسخة منه، وذيل البيان بأسماء الشخصيات الموقعين عليه، إن "سورية تمر بظروف عصيبة وتحديات هائلة تمس حاضرها, وتهدد مستقبلها, فهذا الوطن لجميع مواطنيه"، مضيفا أنه "تميزت سورية بتنوعها الطائفي والمذهبي والعشائري, وكانت مثالاً للاندماج الوطني على مر العصور, ولطالما كان هذا التنوع عاملاً صحياً ومصدراً للتطور والإبداع".

ولفت إلى أنه "انطلاقاً من الواجب الملقى على كل مواطن ومن الشعور بالمسؤولية, فقد تداعى بعض المواطنين من المهتمين بالِشأن العام لمواجهة التحريض الطائفي والمذهبي الذي يحاول البعض اللعب عليه, والرد على جميع الشائعات والأقاويل, التي تهدف إلى إثارة الفتنة والاصطفاف الطائفي".

وأدان بيان اللجنة "جميع الشائعات والأقاويل والممارسات التي تدعو وتجيش للفتنة الطائفية أو التعصب المذهبي أو العشائري, دعا إلى عدم الانجرار ورائها لأنها تؤدي إلى تدمير الوطن، كما أدان وشجب كافة أعمال العنف".
وأكد "على أن احترام شرائع حقوق الإنسان, التي تحفظ حق التعبير عن الرأي والفكر سلمياً بكافة الوسائل, وتقدس حق الاختلاف واحترام الرأي, وتضمن التمثيل الصحيح والشفاف لكافة المواطنين في جميع مستويات الدولة، والعمل على تقريب وجهات النظر عبر جلسات وندوات حوارية واجتماعية بين مختلف أطياف المجتمع تكريساً لتضامن جميع فئات الشعب ومواطنيه، مبينا أن "المرجعية الوحيدة لحل الخلافات بين المواطنين قضاءٌ مستقلٌ عادلٌ ونزيه".

وشهدت مدينة حمص مؤخرا أعمال قتل وأحداث عنف وتخريب ذات صبغة طائفية، راح ضحيتها عدد من الأشخاص في المدينة.

من جهته، قال الدكتور زكريا ظلام الناطق باسم اللجنة لسيريانيوز إن "اللجنة هي عبارة عن شريحة تحوي جميع أطياف المجتمع في حمص وليست محصورة بالمثقفين أو النخبة ودورها العمل على التلاقي من خلال اتصالات ولقاءات من مختلف مناطق المدينة لاحتواء أي اصطفاف طائفي أو لتكذيب والرد على أي شائعة والقضاء على أي توتر وذلك أفضل من أن ننتظر حدوث أي حدث لنحله".
وأوضح ظلام أنه "منذ نحو أسبوعين مرت حمص بحالة، أشيع فيها نوع من الزوبعة الفارغة حول وجود تصرفات لأفراد على خلفية طائفية، إلا أنه تم حل تلك الإشكالات من خلال مصالحات بين مختلف أطياف المجتمع الحمصي".

ولفت الناطق باسم اللجنة إلى أن "اللجنة تعمل على تأسيس حالة تشجع فيها لقاءت لشباب من مختلف الطوائف وذلك من أجل التواصل بين مختلف الأطياف المجودة في حمص، وعدم ترك المجال لأي شائعات غير صحيحة".
كما أشار إلى أنه "تم وضع فكرة اللجنة منذ نحو أسبوعين وطبيعتها ومهامها"، مبينا أن "عدد الموقعين على بيان اللجنة بلغ أكثر من 30 شخصا".

وتم في الآونة الأخيرة إجراء عدة لقاءات لعدد من الشخصيات ذات توجهات مختلفة وطرح وجهات نظر تعمل على إيجاد حل للأزمة التي تمر بها سورية.

وتشهد عدة مدن سورية، منذ بدء حركة الاحتجاجات الشعبية منتصف آذار الماضي، أعمال عنف أودت بحياة الكثيرين من مدنيين ورجال أمن وجيش، تقول السلطات إنهم قضوا بنيران "جماعات مسلحة"، فيما تتهم منظمات حقوقية وناشطين السلطات بارتكاب أعمال عنف لـ "قمع المتظاهرين".

وترافقت هذه الأحداث مع إصدار حزمة من القوانين والإجراءات في إطار عملية إصلاح تأتي استجابة لحركة التظاهرات، أهمها رفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة وصدور عفو يشمل معتقلي رأي، فيما أهم القوانين التي صدرت مؤخرا قواني الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية، بيد أن هذه الإجراءات لم تخفف من وطأة الاحتجاجات، المتزامنة مع أعمال عنف وتخريب.

سيريانيوز