طباعة

بيل كلينتون  مشرفا دوليا علي المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية

صحيفة القدس العربي اللندنية - الاثنين 18 حزيران/ يونيو 2007

لندن ـ القدس العربي ـ من سمير ناصيف:

 

نظم المركز الاعلامي السوري في المملكة المتحدة مؤتمرا ليوم كامل بعنوان الجولان، انهاء الاحتلال وتثبيت السلام في كلية الدراسات الشرقية والافريقية في جامعة لندن شارك فيه نواب في مجلس العموم البريطاني وخبراء سياسيون وعسكريون واقتصاديون وحقوقيون بالاضافة الي السفير السوري في بريطانيا الدكتور سامي الخيمي، ورئيس الجمعية البريطانية ـ السورية الدكتور فواز الاخرس ومدير المركز الاعلامي السوري السيد غيث الارمنازي وصحافيون بريطانيون وعالميون بارزون، في طليعتهم الصحافي والخبير البارز في الشؤون السورية باتريك سيل، واشرفت علي تنظيمه بالتعاون مع مسؤولي المركز الاعلامي الباحثة شذي شنان وهي فتاة سورية من الجولان تعمل في المجلس البريطاني في لندن.p

ولعل من ابرز الافكار التي طرحت في المؤتمر اقتراح باتريك سيل تعيين الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون مشرفا عاما علي المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية من قبل الامين العام للامم المتحدة.

 

 

ولكن الآراء الاخري ذات الاهمية التي طرحت ركزت علي ان هضبة الجولان ليست رقعة من الارض ذات اهمية عسكرية استراتيجية لسورية ولاسرائيل فقط، بل هي منطقة هجّر نصف مليون من سكانها الي مناطق اخري في سورية والعالم، وتشمل خيرات اقتصادية ومائية كبيرة، وان اسرائيل احتلتها في حرب 1967 واستولت عليها وحاولت ان تمحي هويتها السورية العربية من الوجود، وان حجة اسرائيل بانها تحتلها لاسباب امنية هي واهية وغير مقنعة.

وفي كلمة السفير الخيمي الافتتاحية للمؤتمر قال ان هدفه التذكير بالكارثة التي حلت علي سورية نتيجة لاحتلال اسرائيل للجولان، واستشهد بقول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بان سورية تقدم غصن الزيتون في يد، ومستعدة للتفاوض حول الجولان وقضية الشرق الاوسط، ولكنها قادرة علي استخدام البندقية في اليد الاخري، اي في الدفاع عن نفسها وعن الشعوب العربية المسلوبة حقوقها. ونصح اسرائيل بعدم اهدار فرصة السلام مع سورية ومع العالم العربي حسب ما طرحه مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002.

واكد النائب في حزب المحافظين بروكس نيومارك انه كان، ولوقت طويل، من مؤيدي اسرائيل فقط في مجلس العموم، واعتقد بان سورية تشكل الجزء الاساسي من المشكلة في قضية الجولان وقضايا الشرق الاوسط عموما، ولكن بعد زيارته الاخيرة الي سورية ولبنان ومقابلته الرئيس بشار الاسد ومسؤولين سوريين آخرين تبين له بان الرئيس السوري بامكانه قيادة عملية سلام ناجحة حول الجولان والمساهمة في تسهيل الحلول في العراق وفي ايران وفي التعامل مع حماس. واشار الي وثيقة وقعها 72 عضوا في البرلمان البريطاني من سائر الاحزاب تدعو الي الحوار الديبلوماسي مع سورية.

واستشهد بقول لنائب وزير الخارجية الامريكي السابق ريتشارد ارميتاج قال فيه: من الخمول التفاوض فقط مع اصدقائنا من دون تبادل وجهات النظر مع من نعتبرهم اعداءنا. ودعا نيومارك الي الحوار الديبلوماسي في سائر قضايا الشرق الاوسط، علما ان وزير الخارجية في حكومة الظل المحافظة (صديق نيومارك الشخصي) وزعيم الحزب السابق وليم هيغ سيزور سورية هذا الاسبوع.

واشار النائب العمالي جون غروغان الي ان فرصة تسلم رئيس حكومة بريطاني جديد لمهامه (غوردون براون) قد تفتح المجال لتحسن العلاقات البريطانية ـ السورية، وتساهم في وضع قضية الجولان علي الطاولة وفي دعم نجاح اي مفاوضات سورية ـ اسرائيلية في هذا الشأن. كما ذكر غروغان وجود الاعداد الهائلة من اللاجئين في سورية هذه الايام من سائر البلدان العربية (العراق، فلسطين، لبنان) بالاضافة الي مهجريها الداخليين من الجولان.

وتحدث الدكتور فواز الاخرس عن مئات القري والمزارع السورية التي هدمتها اسرائيل في الجولان، بالاضافة الي تعديها علي المزارات التاريخية والحضارية، وعن محاولات اسرائيل سلخ سكان الجولان عن تاريخهم وفرض قوانين وضرائب مجحفة بحقهم.

وشكلت مداخلة الدكتور غسان شنان مثالا حيا علي ما عاناه سكان الجولان، حيث اضطر شنان وعائلته الي الهجرة من الجولان الي دمشق من دون اوراق ثبوتية ولا اموال ولا صكوك ملكية في عام 67 ولكنهم مع ذلك صمدوا، ونجح في دراسة الطب وتعليم اولاده، وما زالوا بانتظار عودتهم الي بلداتهم وقراهم. وكان من المفروض ان يتحدث ايضا الاعلامي عطا فرحات في المؤتمر ولكن السلطات الاسرائيلية لم تسمح بسفره. ولكنه تحدث بدوره في فيديو مصور عن تعلقه بارضه وبالشوارع والاماكن التي نشأ فيها حيث رأي فيها جدته تستشهد خلال تظاهرة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

واوضح غيث الارمنازي مستشهدا بكتاب وسياسيين وخبراء اسرائيليين وبريطانيين بأن تصعيد اسرائيل وتحرشها المستمر بسكان الجولان شكلا العامل الاساسي الذي ادي الي نشوب حرب 1967.

واشار الي كتاب للمؤرخ في جامعة اكسفورد افي شلايم اكد هذا الامر والي واقعة قال فيها وزير الدفاع الاسرائيلي في الستينات موشي دايان الي صحافي اسرائيلي ان اسرائيل كانت ترسل تراكتورات زراعية لكي يطلق السوريون النار عليها فتدعي بان سورية تعتدي علي المزارعين الاسرائيليين لتوفير الحجج للرد.

واشار الي موقف مماثل من الصحافي البريطاني المخضرم ديفيد هيرست اكد فيه بان غزو الجولان لم يتم لأن سورية كانت تعتدي علي اسرائيل. واستشهد بقرارات متكررة لمجلس الامن بشأن الجولان تدين الجانب الاسرائيلي.