آخر تحديث الجمعة, 10 ديسمبر 2010 00:03 كتبها ل د ح الخميس, 09 ديسمبر 2010 23:24

طباعة

 

يحتفل المدافعون عن حقوق الانسان في سورية وجميع المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الانسان في سورية مع زملاءهم في جميع بلدان العالم بمناسبة الذكرى الثانية والستون لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لوثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , باعتبارها القيم والمثل التي تطمح الى تحقيقها كافة الشعوب والأمم ، عبر السعي الجدي من الافراد والمجتمعات من أجل تعزيز احترام الحقوق والحريات الفردية والمجتمعية, وتكريسها والاعتراف بها قانونيا ودستوريا لدى مختلف دول العالم.

وتتوافق هذه المناسبة مع صدور إعلان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان بتاريخ 9 ديسمبر / كانون الأول 1998 . الذي اكد على أن تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية هي من مسؤوليات الدولة  وواجبها الرئيسي ,لكن هذا الإعلان  أكد على حق ومسؤولية الأفراد والجماعات وهيئات المجتمع المدني في تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية المعترف بها على الصعيد الوطني والدولي ، فجاء هذا الإعلان أيضا من أجل إنصاف المدافعين عن حقوق الإنسان ، مما يتعرضون له ، بسبب نشاطهم و دورهم وشغفهم وتطلعاتهم من اجل إشاعة مناخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ،إلى كل أشكال الاضطهاد التضييق والتشويه للسمعة والملاحقة والاعتقال والتعذيب وحتى القتل.

ورغم هذا ,وانتهاكات حقوق الإنسان مازالت تعصف بمختلف بنود المنظومة الحقوقية الدولية ، فعلى المستوى الدولي:

تحت عنوان مكافحة الإرهاب فقد نشأت منظومة دولية جديدة من القرارات والقوانين التعسفية, تضمنت العديد من الممارسات القاسية والقسرية بحق الحقوق الاساسية للإنسان وحرياته ,وقد تربع على عرش هذه الممارسات القمعية الولايات الأمريكية المتحدة داخل أراضيها وخارجها، علاوة على المواقف المخزية والمتحيزة للإدارة الأمريكية وبعض الدول الأوربية, إلى ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية من اعتداءات متواصلة بشكل يومي ضد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي العربية المحتلة, والذي عزز وبشكل متصاعد من نزوعات التطرف والعنف والعداء والكراهية للغرب ليس في المنطقة العربية وحسب بل في العديد من دول العالم.

أما في العالم العربي:

فقد تواصل العمل بقوانين الطوارئ, وتصاعدت اجراءات القمع والانتهاكات لحقوق الانسان وعلى جميع المستويات, وخاصة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان ، واستمرت مصادرة الحقوق الأساسية وكبت الحريات العامة ,وارتفع التنسيق بين مختلف الاجهزة الامنية ووزارات الداخلية في المنطقة العربية, لضرب مختلف تطلعات شعوب هذه المنطقة إلى الإصلاح والتغيير الديمقراطي ، مما كرس التغييب الفعلي لجهود وطاقات كافة مؤسسات المجتمع المدني والتيارات السياسية المتطلعة للإصلاح والتغيير ومن أجل احترام وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية للمواطنين.

أما على المستوى المحلي :

فقد استمرت عمليات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري ,وتواصلت ممارسات التعذيب ,وكذلك الإحالات إلى المحاكم الاستثنائية بموجب حالة الطوارئ المعلنة في البلاد منذ أكثر من 47 عاما واستصدار أحكاما لا تقبل النقض أو الاستئناف ولا يتوافر فيها الحد الأدنى من الضمانات القانونية اللازمة للمحاكمة العادلة، والتضييق على حرية الراي والتعبير ،كما تصاعدت سياسات التضييق التي تتبعها الحكومة السورية مع الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان والتي أخذت أشكالا متعددة ( استدعاءات أمنية متكررة- المنع من السفر- اعتقال تعسفي- سجن) ، فلا زال العديد من نشطاء حقوق الإنسان في سورية قيد الاعتقال نذكر منهم :

المحامي إسماعيل محمد عبدي(عضو مجلس الأمناء في لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان في سورية)، المحامي أنور البني ، المحامي هيثم المالح ، المحامي مهند الحسني، المحامي مصطفى اسماعيل الكاتب والصحفي كمال شيخو, وغيرهم ....

الأمر الذي يعكس بصورة واضحة أزمة الثقة بين المدافعين عن حقوق الإنسان والحكومة السورية التي لا تزال حتى اليوم تتعامل مع مؤسسات المجتمع المدني الوليدة بسياسة غض النظر خارج إطار تنظيم عمل هذه المؤسسات ضمن الإطار القانوني

وجدير بالعلم أيضا تمر في هذا اليوم الذكرى الواحد والعشرين ( 1989 ) على تأسيس وانطلاقة لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية,حيث عملت اللجان وستبقى تعمل من أجل ترسيخ ثقافة الحوار والاعتراف بالتنوع والاختلاف والتعدد ، ومن أجل التمكين من قيم وثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعبر مطالبة الحكومة السورية من أجل وضع آليات دقيقة قانونية فعالة لحماية حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية، كما أكدت اللجان على أن قواعد حقوق الإنسان تتجاوز المعايير القانونية إلى توفير الأسس الثقافية لبناء مجتمعات ديمقراطية وعادلة ، يمارس فيها الإنسان حرياته الأساسية الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي صادقت عليه سوريا , وعملت على تكريم الإنسان عبر حماية حقه في الوجود و المساواة ، وفي الحياة الكريمة ، وتمكينه من المشاركة في تقرير مصيره الفردي والجماعي ، وإن إرساء العلاقات الديمقراطية لن يتم بغياب مؤسسات المجتمع المدني الطوعية,ولا باستمرار العلاقة القائمة بين السلطة والمجتمع ,إنما بالاستناد إلى قواعد علاقة جديدة أساسها المشاركة والتسامح وسيادة مبدأ المواطنة وغيرها.

وإننا بهذه المناسبة إذ نقف بإجلال واحترام إلى كل الذين وهبوا حياتهم وجهودهم في سبيل الدفاع عن حقوق الإنسان أينما كانوا وإذ نحيي بشكل خاص جميع زملاءنا في سوريا الحبيبة الذين نذروا أنفسهم من أجل تحسين واقع حقوق الإنسان في سوريا ، فإننا نؤكد أنه لاخيار أمامنا في هذه المرحلة المعقدة سوى الانتصار لمبادئنا النبيلة والبحث عن أقصى سبل النجاعة لبلورتها بشكل عملي وفعال للعمل على الوقوف بحزم ضد كافة أشكال الانتهاكات في الواقع السوري.

ولاشك بان المهام التي تنتظرنا كمدافعين عن حقوق الإنسان هي لاشك مهام جسام وتحديات هائلة ، غير أن ما حققناه خلال السنوات الماضية وتجاوزنا للعديد من العقبات التي واجهناها يجعلنا نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل وأمل كبير بمستقبل أفضل نستحقه جمعيا كسوريين نعشق الحرية والسلام والكرامة.

وإننا نتوجه للحكومة السورية ، من أجل اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها النهوض بأوضاع حقوق الإنسان في سورية وذلك عبر :

دمشق 10 \ 12 \ 2010

لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا

مكتب الأمانة