احتراما لحرية الصحافة.. رئيس مجلس النواب السوري يعفو عن صحفي رئيس مجلس النواب السوري يعفو عن صحفي

طباعة

المحامي لؤي اسماعيل

شهدت الحياة السياسية السورية بعد الاستقلال العديد من الاضطرابات السياسية زاد من حدتها التدخل العسكري المباشر في شؤون الحكم عندما أقدم حسني الزعيم على فتح باب الانقلابات العسكرية في الثالث من كانون الأول عام 1948 وفي 13 آب عام 1949 عاجله سامي الحناوي بإنقلاب عسكري أطاح به ، و في 19 كانون الأول 1949 قام العقيد أديب الشيشكلي بانقلابه العسكري الأول ونتيجة الخلافات المستمرة مع أركان الحكم عاد الشيشكلي للتدخل عسكريا للمرة الثانية بانقلاب وقع في الثاني من كانون الأول عام 1951 وأصدر أمرا بتولى فوزي سلو السلطتين التشريعية والتنفيذية وفي عام 1953 ثبت الشيشكلي رئاسته باستفتاء شعبي ، ثم أعلن عن عفو عام عن السجناء السياسيين وتخلى عن منصبه كرئيس للأركان لشوكت شقير وفي 25 شباط 1954 بدأت حالة من التمرد العسكري في حلب ما لبثت أن انضمت لها القيادات العسكرية في باقي المدن السورية ، مترافقة مع احتجاجات طلابية دفعت العقيد أديب الشيشكلي للتباحث مع رئيس أركانه شوكت شقير تم على أثرها تقديم الشيشكلي لاستقالته وخروجه من البلاد وأعلن شقير بعدها الأسباب التي منعت استمرار الحكم الشرعي ومنعت صاحب الفخامة هاشم الأتاسي من متابعة ممارسة صلاحياته قد زالت. ثم تم تشكيل وزارة محايدة مهمتها الاشراف على الانتخابات وجرت انتخابات تعديدية أفرزت واقعا سياسيا جديدا في سوريا حيث انتعشت الحياة السياسية السورية وانعكس ذلك على عمل الصحافة السورية حيث عادت الحرية لتدب في عروقها بعد سنين عجاف عاشتها تحت وطأة القمع وبدأ انتعاش الصحافة ينعكس على سير الحياة العامة في البلد من خلال ممارسة الصحافة لدورها في عملية النهوض بالواقع السياسي والاجتماعي في سوريا ، وارتفعت أقلام الصحفيين لتواجه بالنقد وبالتمحيص أعمال رجال السياسة ومما حدث في ذلك الوقت أن احد الصحفيين وهو الصحفي القدير أحمد عسة رئيس تحرير جريدة الرأي العام قد كتب مقالا تناول فيها رئيس مجلس النواب السوري آنذاك السيد ناظم القدسي على خلفية ما ظن أنه استغلال نفوذ قام به رئيس المجلس عندما أمر بفتح شارع يمر قرب أرض يملكها القدسي بهدف رفع سعرها!هذا المقال أثار حفيظة رئيس مجلس النواب وأزعجه لدرجة أن النواب فوجؤا بجلوس رئيس البرلمان الدكتور ناظم القدسي على مقاعد النواب وليس على سدة الرئاسة ، كانت أعين النواب تلتمس توضيحا لما يجري ؟ ثم تم تشكيل وزارة محايدة مهمتها الاشراف على الانتخابات وجرت انتخابات تعديدية أفرزت واقعا سياسيا جديدا في سوريا حيث انتعشت الحياة السياسية السورية وانعكس ذلك على عمل الصحافة السورية حيث عادت الحرية لتدب في عروقها بعد سنين عجاف عاشتها تحت وطأة القمع وبدأ انتعاش الصحافة ينعكس على سير الحياة العامة في البلد من خلال ممارسة الصحافة لدورها في عملية النهوض بالواقع السياسي والاجتماعي في سوريا ، وارتفعت أقلام الصحفيين لتواجه بالنقد وبالتمحيص أعمال رجال السياسة ومما حدث في ذلك الوقت أن احد الصحفيين وهو الصحفي القدير أحمد عسة رئيس تحرير جريدة الرأي العام قد كتب مقالا تناول فيها رئيس مجلس النواب السوري آنذاك السيد ناظم القدسي على خلفية ما ظن أنه استغلال نفوذ قام به رئيس المجلس عندما أمر بفتح شارع يمر قرب أرض يملكها القدسي بهدف رفع سعرها! هذا المقال أثار حفيظة رئيس مجلس النواب وأزعجه لدرجة أن النواب فوجؤا بجلوس رئيس البرلمان الدكتور ناظم القدسي على مقاعد النواب وليس على سدة الرئاسة ، كانت أعين النواب تلتمس توضيحا لما يجري؟ فعمد رئيس المجلس إلى فتح محفظته وأخرج منها جريدة " الرأي العام " التي نشرت المقال وقال لهم : " لقد اتهمني الصحفي أحمد عسة بأنني أمرت بفتح شارع يمر قرب أرض لي بهدف رفع سعرها ، لذلك فإنني اعتبر نفسي بمثابة المتهم " ثم أمر بتشكيل لجنة برلمانية ترافقها لجنة فنية هدفها معاينة الأرض موضوع المقال للتأكد من صحة الاتهام فإن ثبتت التهمة عليه فهو مستعد لرفع الحصانة عنه وتقديمه للمحاكمة ؟؟ فعمد رئيس المجلس إلى فتح محفظته وأخرج منها جريدة "الرأي العام" التي نشرت المقال وقال لهم : "لقد اتهمني الصحفي أحمد عسة بأنني أمرت بفتح شارع يمر قرب أرض لي بهدف رفع سعرها ، لذلك فإنني اعتبر نفسي بمثابة المتهم" ثم أمر بتشكيل لجنة برلمانية ترافقها لجنة فنية هدفها معاينة الأرض موضوع المقال للتأكد من صحة الاتهام فإن ثبتت التهمة عليه فهو مستعد لرفع الحصانة عنه وتقديمه للمحاكمة؟
وبالفعل تشكلت
اللجنة وعاينت موقع الأرض وخرجت بتقرير يثبت بطلان التهمة تماما ، وبقيت الأنظار شاخصة لما سيفعله رئيس المجلس بالصحفي كاتب المقال وبالصحيفة نفسها ؟ وبالفعل تشكلت اللجنة وعاينت موقع الأرض وخرجت بتقرير يثبت بطلان التهمة تماما ، وبقيت الأنظار شاخصة لما سيفعله رئيس المجلس بالصحفي كاتب المقال وبالصحيفة نفسها؟

هل سيضغط لإغلاق الصحيفة عقابا لها على تجرؤها على أصحاب المقامات العليا؟

هل سيمنع توزيع الصحيفة وبالتالي سينعكس ذلك على سيولتها وعلى العاملين فيها وبالتالي سيجبرها رويدا رويدا على الإغلاق؟ أم أنه سيتشفى من الصحفي أحمد عسة و " يجرجره " و " يشنشطه " عقابا له على التطاول عليه وبالتالي يجعله عبرة لمن يعتبر ؟ أم أنه سيتشفى من الصحفي أحمد عسة و "يجرجره" و "يشنشطه" عقابا له على التطاول عليه وبالتالي يجعله عبرة لمن يعتبر؟

لقد وقف السيد ناظم القدسي أمام البرلمان ليقول " (إنني أسقط حقي في إقامة دعوى على الصحفي الأستاذ (أحمد عسة) رئيس تحرير جريدة (الرأي العام)، احتراماً مني لحرية الصحافة وتقديراً لاهتمامه بالمصلحة العامة ) . لقد صفق له أعضاء المجلس طويلا وصفقت له الصحافة كذلك تقديرا منها لهذا الموقف الذي ينم عن وعي لأهمية دور الصحافة وضرورة رفع الترهيب عنها ، ونحن بدورنا نصفق لكل مسؤول في هذا الوطن يؤمن بحرية الصحافة ودورها الفعال في الاهتمام بالشؤون العامة وتصويب الخطأ بعيدا عن كل ما يمكن أن يفرض عليها من ضغط وترهيب لتبقى الصحافة بحق السلطة الرابعة والصوت المدوي الذي يرفرف بحرية في أرجاء الوطن . لقد وقف السيد ناظم القدسي أمام البرلمان ليقول "(إنني أسقط حقي في إقامة دعوى على الصحفي الأستاذ (أحمد عسة) رئيس تحرير جريدة (الرأي العام) ، احتراما مني لحرية الصحافة وتقديرا لاهتمامه بالمصلحة العامة). لقد صفق له أعضاء المجلس طويلا وصفقت له الصحافة كذلك تقديرا منها لهذا الموقف الذي ينم عن وعي لأهمية دور الصحافة وضرورة رفع الترهيب عنها ، ونحن بدورنا نصفق لكل مسؤول في هذا الوطن يؤمن بحرية الصحافة ودورها الفعال في الاهتمام بالشؤون العامة وتصويب الخطأ بعيدا عن كل ما يمكن أن يفرض عليها من ضغط وترهيب لتبقى الصحافة بحق السلطة الرابعة والصوت المدوي الذي يرفرف بحرية في أرجاء الوطن.

هل سيمنع توزيع الصحيفة وبالتالي سينعكس ذلك على سيولتها وعلى العاملين فيها وبالتالي سيجبرها رويدا رويدا على الإغلاق ؟

المصدر :  كلنا شركاء